أما أن تبقى اللغة على قيد الحياة، وأن تعمر سنين طويلة بل وتنتشر فيتم تداولها واستخدامها عبر الأجيال ومن قبل ملايين البشر، فذاك أمر يتطلب اجتماع جوانب الحياة وأركانها الداعمة لها. وتقترح شيماء إيجاد مرصد عربي دولي يعمل على إدخال لغة الضاد في كل حقل ويتولى التواصل مع الجامعات ويقيس تواجدها في كل مجتمع ويرصد أي جهد مناهض لتواجدها، وخير من يتولى هذه الهيئة أو المرصد، هي جامعة الدول العربية. لعلم الآثار هدف مثل العلوم الأخرى، والغرض من علم الآثار هو تكوين صورة متكاملة تعبر عن شرح طريقة الحياة اليومية التي عاشها الإنسان بين العصور القديمة والحديثة. اقترح علماء الآثار تعريفا لهذا العلم يمكن أن يحقق مكانة مرموقة ويكون له تأثير فعال على هذا المجتمع. علم الآثار هو العلم الذي يعالج ويبحث عن الآثار التي هي من بقايا النشاط البشري القديم. الكاتبة الإماراتية شيماء المرزوقي، مؤلفة كتاب «التحديات التي تواجه اللغة العربية في عصرنا» الصادر عن دار مداد للنشر في دبي، تنطلق نحو الموضوع بالطمأنة، بسبب الرصيد القوي للغة الضاد؛ إذ يحبها أكثر من مليار ومئتي ألف نسمة، هم عدد مسلمي العالم الذين يتعلمونها عبادة وتقرباً إلى الله عز وجل، لقراءة القرآن العربي، ولمعرفة تعاليم دينهم.
وعلى الرُّغم من بطء حركة الاختراع آنذاك بالمقارنة مع عصرنا هذا في يومنا هذا؛ إلاّ أنّ التّعريب كانت ملاحقته للتقانة بطيئة، ولذلك يستقرّ استعمال اللفظة الأجنبية، ويتداول، ثم يولد المصطلح المولّد تعريباً. لكن الأمر الآن بات مختلفاً، فالملحوظ بجلاء أنه ومنذ بداية الألفية الثالثة واندلاع ثورة المعلوماتية، فإننا استسلمنا طوعاً أو كرهاً وتحولنا إلى مستهلكين للمعطيات التقنية شكلاً ومضموناً ولغةً، ربما كان مرد ذلك إلى سرعة إيقاع نموها واطراد تدفقها الذي لا يني، فلا أحد يحبذ الآن الشبكة العنكبوتية بدلاً من «الإنترنت»، ولا أحد يأبه لكلمة الحاسوب حينما يريد الكمبيوتر. هل يمكن لعلماء الآثار معرفة عمر البقايا بالنسبة لأعمارهم علم الآثار هو علم جزء من العلوم التاريخية. على العكس من ذلك، فهي تستند أساسًا إلى علم التاريخ، وقد اهتمت هذه القصة بما حدث في هذا الكون منذ أن وجد الإنسان نفسه على سطح هذه الأرض وبدأ يتعلم المزيد.
الجامعة الأردنية
أمّا البُعْدُ الثالثُ في نظر الصديق عمر فهو شأنٌ تربوي يتعلق بالبيئة المُعرّبة الصّالحة نأياً عن التلوّث الذي تُحدثه اللاّفتات الأجنبية وما فيها من عبث أنّى اتّجه بصرك في بلاد العُرب دون تدخل من السلطة، والخُطورةُ هنا تكمُنُ في جعل اللغة الأجنبية أصلاً، وشيئاً عادياً. أن ترحب تلك الأم المعطاءة بمصطلحات تواكب ما يعيشه أبناؤها اليوم وغداً.
- تقول الإعلامية ميرا علي إنه لا توجد لغة جامدة ولها قاعدة واحدة فقط، ولكن توجد لغة لها أصولها وقابلة للمستجدات والتجدد، إذ إنها صناعة لتسهيل التعاملات والتفاهم ما بين البشر، وليست للتنافس في نظم الكلمات فقط، كما أنها المعيار الحقيقي للتواصل والتقريب والتعايش السلمي وتنمية الأداء السلوكي، ودون جرح وتعديل.
- اللغة العربية ليست في خطر، العرب هم الذين في خطر، ليس الإبداع في أن نكون من دول الشبه بالأبراج والشوارع والمرافق، ولكن الإبداع يتحقق عندما نكون «نحن» بهويتنا الإنتاجية لا «هم».
- على العكس من ذلك، فهي تستند أساسًا إلى علم التاريخ، وقد اهتمت هذه القصة بما حدث في هذا الكون منذ أن وجد الإنسان نفسه على سطح هذه الأرض وبدأ يتعلم المزيد.
- علم الآثار هو العلم الذي يعالج ويبحث عن الآثار التي هي من بقايا النشاط البشري القديم.
- الأديبة إيمان اليوسف، تذهب إلى أن اللغة كائن حي، يتنفس، ينمو، يؤثر ويتأثر وبالطبع يعيش ويموت.
أما في مرحلة النصف الثاني من القرن العشرين، وبعد نيل بلداننا الاستقلال الوطني، فقد بدأ الترنح ومكابدة الصعاب أمام غزو المفردات الإنجليزية والفرنسية الدالة على المخترعات الجديدة، لقاموسنا اليومي، وفي هذا السياق غلبت كلمة التلفزيون على «المرئي» وصارعت مفردة تيليفون «الهاتف» وطغى الراديو على المذياع..الخ. إلا أن مجامع اللغة العربية ظلت تثابر ولم تعجز عن ابتكار البديل الملائم لخصائص اللغة العربية فكانت المفردات المعرّبة وفيرة ومتاحة حتى وإن أهملها الإعلام والمجتمع. تقول الإعلامية ميرا علي إنه لا توجد لغة جامدة ولها قاعدة واحدة فقط، ولكن توجد لغة لها أصولها وقابلة للمستجدات والتجدد، إذ إنها صناعة لتسهيل التعاملات والتفاهم ما بين البشر، وليست للتنافس في نظم الكلمات فقط، كما أنها المعيار الحقيقي للتواصل والتقريب والتعايش السلمي وتنمية الأداء السلوكي، ودون جرح وتعديل. اللغة العربية ليست في خطر، العرب هم الذين في خطر، ليس الإبداع في أن نكون من دول الشبه بالأبراج والشوارع والمرافق، ولكن الإبداع يتحقق عندما نكون «نحن» بهويتنا الإنتاجية لا «هم». الأديبة إيمان اليوسف، تذهب إلى أن اللغة كائن حي، يتنفس، ينمو، يؤثر ويتأثر وبالطبع يعيش ويموت.